فصل: ابنه الفضل بن روح.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب.

ولما بلغ المنصور انتقاض أفريقية على عمر بن حفص وحصاره بطبنة ثم بالقيروان بعث إليه يزيد بن أبي حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة في ستين ألف مقاتل وبلغ خبره عمر بن حفص فحمله ذلك على الاستماتة حتى قتل وسار يزيد بن حاتم فقدم عليها وأبو حاتم يعقوب بن حبيب مستول عليها فسار إلى طرابلس للقائه واستخلف على القيروان عمر بن عثمان الفهري فانتقض وقتل أصحابه وخرج المخارق بن غفار فرجع إليهما أبو حاتم ففرا من القيروان ولحقا بجيجل من سواحل كتامة فتركهما واستخلف على القيروان عبد العزيز بن السبع المنافري وسار للقاء يزيد وسار يزيد إلى طرابلس فلحق أبو حاتم بجبال نفوسة واتبعته عساكر يزيد فهزمهم فسار إليه يزيد بنفسه وقاتله قتالا شديدا فانهزم البربر وقتل أبو حاتم في ثلاثين ألفا من أصحابه وتتبعهم يزيد بالقتل بثأر عمر بن حفص ثم ارتحل إلى القيروان فدخلها منتصف سنة خمس وخمسين وكان عبد الرحمن بن حبيب بن عبد الرحمن الفهري مع أبي حاتم فلحق بكتامة وبعث يزيد في طلبه فحاصروهم ثم ظفروا بهم وهرب عبد الرحمن وقتل جميع من كان معه وبعث يزيد المخارق ابن غفار على الزاب ونزل طبنة وأثخن في البربر في وقائع كثيرة مع وربجومة وغيرهم إلى أن هلك يزيد سنة سبعين ومائة في خلافة هرون الرشيد وقام بأمره ابنه داود فخرج عليه البربر وأوقع بهم ورجع إلى القيروان إلى أن كان من أمره ما نذكره.

.أخوه روح بن حاتم.

ولما بلغ الرشيد وفاة يزيد بن حاتم وكان أخوه روح على فلسطين استقدمه وعزاه فى أخيه وولاه على أفريقية فقدمها منتصف إحدى وسبعين وسار داود ابن أخيه يزيد إلى الرشيد وكان يزيد قد أذل الخوارج ومهد البلاد فكانت ساكنة أيام روح ورغب في موادعة عبد الوهاب بن رستم وكان من الوهبية فوادعه ثم هلك روح في رمضان سنة أربع وسبعين وكان الرشيد قد بعث بعهده سرا إلى نصر بن حبيب من قرابتهم فقام بالأمر بعد روح إلى أن ولي الفضل.

.ابنه الفضل بن روح.

ولما توفي روح بن حاتم قام حبيب بن نصر مكانه وسار ابنه الفضل إلى الرشيد فولاه على أفريقية مكان أبيه فعاد إلى القيروان في محرم سنة سبع وسبعين واستعمل على تونس المغيرة ابن أخيه بشر بن روح وكان غلاما غرا فاستخف بالجند واستوحشوا من الفضل لما أساء فيهم السيرة وأخذهم بموالاة حبيب بن نصر فاستعفى أهل تونس من المغيرة فلم يعفهم فانتقضوا وقدموا عليهم عبد الله بن الجارود ويعرف بعبد ربه الأنباري وبايعوه على الطاعة وأخرجوا المغيرة وكتبوا إلى الفضل أن يولي عليهم من أراد فولى عليهم ابن عمه عبد الله بن يزيد بن أبى حاتم وسار إلى تونس ولما قاربها بعث ابن الجارود جماعة لتلقيه واستفهامه في أي شيء جاء فعدوا عليه وقتلوه افتئاتا بذلك على ابن الجارود واضطر إلى إظهار الخلاف وتولى كبر ذلك محمد بن الفارسي من قواد الخراسانية وكتب إلى القواد والعمال فى النواحي واستفسدهم على الفضل وكثر جموع ابن الجارود وخرج الفضل فانهزم واتبعه ابن الجارود واقتحم عليه القيروان ووكل به وبأهله من يوصلهم إلى قابس ثم رده من طريقه وقتله منتصف ثمان وسبعين ورجع ابن الجارود إلى تونس وامتعض لقتل الفضل جماعة من الجند وفي مقدمهم مالك بن المنذر ووثبوا بالقيروان فملكوها وسار إليهم ابن الجارود من تونس فقتلهم وقتل مالك بن المنذر وجماعة من أعيانهم ولحق فلهم بالأندلس فقدموا عليهم الصلت بن سعيد وعادوا إلى القروان واضطربات أفريقية.

.خزيمة بن أعين.

ولما بلغ الرشيد مقتل الفضل بن روح وما وقع بأفريقية من الاضطراب ولى مكانه خزيمة بن أعين وبعث إلى ابن الجارود يحيى بن موسى لمحله عند أهل خراسان ويقال يقطين يرغبه في الطاعة فأجابه بشرط الفراغ من العلاء بن سعيد وعلم يقطين أنه يغالطه فداخل صاحبه محمد بن الفارسي واستماله فنزع عن ابن الجارود وخرج ابن الجارود من القيروان فرارا من العلاء في محرم سنة تسع وسبعين لسبعة أشهر من ولايته وسار للقاء ابن الفارسي من القيروان وتزاحفا للقتال فدعا ابن الجارود ابن الفارسي إلى خلوة وقد دس رجلا من أصحابه يغتاله في خلوتهما فقتله وانهزم أصحابه وسابق العلاء بن سعيد ويقطين إلى القيروان فسبق إليها العلاء وملكها وفتك في أصحابه ابن الجارود ولحق ابن الجارود بهرثمة فبعث به إلى الرشيد وكتب إليه أن العلاء بن سعيد هو الذي أخرجه من القيروان فأمره بأن يبعث بالعلاء فبعث به مع يقطين فاعتقل ابن الجارود وأحسن إلى العلاء إلى أن توفي بمصر وسار هرثمة إلى القيروان فقدمها سنة سبع وسبعين فأمن الناس وسكنهم وبنى القصر الكبير بالمنستير لسنة من قدومه وبنى السور على طرابلس مما يلي البحر وكان إبراهيم بن الأغلب عاملا على الزاب وطبنة فهاداه ولاطفه فعقد له على عمله فقام بأمره وحسن أثره ثم خرج عليه عياض بن وهب الهواري وكليب بن جميع الكلبي وجمعا الجموع فسرح هرثمة إليهما يحيى بن موسى من قواد الخراسانية ففرق جموعهما وقتل كثرا من أصحابهما ورجع إلى القيروان ولما رأى هرثمة كثرة الثوار والخلاف بأفريقية استعفى الرشيد من ولايتها فأعفاه ورجع إلى العراق لسنتين ونصف من ولايته.